منتدى المنشد صبرى المنصوري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المنشد صبرى المنصوري

منتدى المنشد صبري المنصوري { المنتدى الدعوي لأول منشد ليبي}


    استحباب قبول الاعتذار من المعتذر

    زهرة المدائن
    زهرة المدائن
    الأعضاء المميزين
    الأعضاء المميزين


    عدد الرسائل : 778
    العمر : 33
    البلد : سوريا (حماه)
    العمل : طالبة علم
    تاريخ التسجيل : 25/12/2008

    استحباب قبول الاعتذار من المعتذر Empty استحباب قبول الاعتذار من المعتذر

    مُساهمة من طرف زهرة المدائن الأربعاء أكتوبر 13, 2010 2:18 pm

    استحباب قبول الاعتذار من المعتذر 0g6q9yvzbzny



    أنبأنا علي بن الحسن بن عبد الجبار - بنصيبين - حدثنا علي بن حرب الطائي حدثنا وكيع عن الثوري عن ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا عن جودان قال: قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم (من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل كان عليه مثلُ خطيئة صاحب مَكْس) قال أبو حاتم رضي اللـه عنه: أنا خائف أن يكون ابن جريج رحمه اللـه ورضوانه عليه دلَّس هذا الخبر بأن سمعه من العباس بن عبد الرحمن فهو حديث حسن.
    فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى، أو لتقصير سبق، أن يقبل عذره، ويجعلـه كمن لم يُذنب؛ لأن من تُنُصِّل إليه فلم يقبل أخاف أن لا يَردَ الحوض على المصطفى صلى اللـه عليه وسلم، ومن فَرط منه تقصير في سبب من الأسباب يجب عليه الاعتذار في تقصيره إلى أخيه.


    ولقد أنشدني محمد بن عبد اللـه بن زنجي البغدادي:

    إذا اعتذر الصديق إليك يوما
    من التقصير عذر أخ مُقِّر
    فصُنْه عن جفائك، وأعفُ عنه
    فإن الصفح شِيمَةُ كل حُرِّ




    وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:

    شفيع من أسلمه جرمه
    إقراره بالجرم والذنب
    وتوبة المذنب من ذنبه
    أعتاب من أصبح ذا عتب



    أنبأ عمرو بن محمد، حدثنا الغلابي، حدثنا ابن عائشة، قال: غضب سليمان بن عبد الملك على خالد بن عبد اللـه، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين، القدرة تذُهب الحفيظة، وأنت تَجلُّ عن العقوبة، فإن تعفُ فأهلُ ذاك أنت، وإن تعاقب فأهل ذاك أنا، قال:
    فَعفَا عنه.
    قال أبو حاتم رضي اللـه عنه: لا يجب للمرء أن يعتذر بحيلة إلى من لا يجب أن يجدر لـه عذراً، ولا يجب أن يكثر من الاعتذار إلى أخيه؛ فإن الإكثار من الاعتذار هو السبب المؤدي إلى التهمة، وإني استحب الإقلال من الاعتذار على الأحوال كلـها؛ لعلمي أن المعاذير يعتريها الكذب، وقلّ ما رأيتُ أحداً اعتذر إلا شابَ بالكذب، ومن اعترف بالزلة استحق الصفح عنها، لأن ذُلَّ الاعتذار عن الزلة يوجب تسكين الغضب عنها، والمعتذر إذا كان محقاً خضع في قولـه، وذَلَّ في فعلـه،


    كما أنشدني المنتصر بن بلال:

    أيا ربِّ قد أحسنتَ عوداً وبدأةً
    إليّ، فلم ينهض بإحسانك الشكر
    فمن كان ذا عذر إليك وحُجَّةٍ
    فعذريَ إقراري بأن ليس لي عذر


    وأنشدني الكريزي:

    وإني وإن أظهرتَ لي منك جفوةً
    وألزمتني ذنباً وإنْ كنتُ مجرماً
    لراضٍ لنفسي ما رضيت لـها به
    أراكَ بها مني أَبرَّ وأرحما



    أنبأنا محمد بن عثمان العقبي، حدثنا الفيض بن الجهم التميمي، حدثنا عبد اللـه ابن خُبيق قال: كان يقال: أحتمل من دَلَّ عليك، وأقبل ممن اعتذر إليك.
    أنبأنا بكر بن محمد بن الوهاب القزاز - بالبصرة - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو بشر قال: سمعت أبي قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن حميد الطويل عن أبي قلابة، قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس لـه عذرا، فإن لم تجد لـه عذراً فقل: لعل لـه عذراً لا أعلمه.
    قال أبو حاتم رضي اللـه عنه: لا يجب للمرء أن يعلن عقوبة من لم يعلن ذنبه، ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من أحد رجلين: إما أن يكون صادقا في اعتذاره، أو كاذباً؛ فإن كان صادقا فقد أستحق العفوَ؛ لأن شرَّ الناس من لم يُقِل العثرات، ولا يستر الزلات، وإن كان كاذباً فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب وريبته وخضوع الاعتذار وذلته:
    إن لا يعاقبه على الذنب السالف بل يشكر لـه الإحسان المحَدث، الذي جاء به في اعتذاره، وليس يَعيبُ المعتذر إن ذَلَّ وخضع في اعتذاره إلى أخيه.


    وأنشدني الأبرش:

    هَبْني أسأتُ، كما زعم
    تَ، فأين عاطفة الأخوَّة؟
    أو إن أسأت، كما أسأ
    تُ، فأين فضلك والمروَّة؟



    وأنشدني علي بن محمد البسامي:

    هَبْني مسيئاً كالذي قلتَ ظالما
    فعفوٌ جميل كي يكونَ لكَ الفضل
    فإن لم أكن للعفو منك - لسُوء ما
    أتيتُ به - أهلا، فأنت لـه أهل



    وأنشدني ابن زنجي البغدادي:

    هبني أسأت، وكأني جرُمي
    مثل جرم أبي لـهبْ
    فأنا أتوب كما أسأ
    ت، وكم أسأتَ فلم تتب؟



    وأنشدي محمد بن أبي عليّ، أنشدنا الربعي عن الأصمعي:

    أتيتك تائبا من كل ذنب
    وخير الناس من أخطَا فتابا
    أليس اللـهُ يُستعفيَ فيعفو
    وقد ملك العقوبة والثوابا؟



    وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:

    عصيت وتبت، كما قد عصى
    وتاب إلى ربه آدمُ
    فقل قولَ يوسف لا تثرباً
    لكُمْ يغفر الغافر الراحمُ


    قال أبو حاتم رضي اللـه عنه: الاعتذار يذهب الـهموم، ويُجلْى الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصد، والإقلال منه تستغرق فيه الجنايات العظيمة والذنوب الكثيرة، والإكثار منه يؤدي إلى الاتهام وسوء الرأي، فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خَصْلْة تُحمد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زَلَّة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 1:16 am