منتدى المنشد صبرى المنصوري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المنشد صبرى المنصوري

منتدى المنشد صبري المنصوري { المنتدى الدعوي لأول منشد ليبي}


2 مشترك

    أنت من علمني كيف أكون معلمة

    زهرة المدائن
    زهرة المدائن
    الأعضاء المميزين
    الأعضاء المميزين


    عدد الرسائل : 778
    العمر : 33
    البلد : سوريا (حماه)
    العمل : طالبة علم
    تاريخ التسجيل : 25/12/2008

    أنت من علمني كيف أكون معلمة  Empty أنت من علمني كيف أكون معلمة

    مُساهمة من طرف زهرة المدائن الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:44 pm

    [img]أنت من علمني كيف أكون معلمة  L1g08912[/img]


    حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه

    الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني

    أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى حسام.

    لقد راقبت السيدة أمل الطفل حسام خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال،

    وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج،

    وقد بلغ الأمر أن السيدة أمل كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع

    عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة “راسب” في أعلى تلك الأوراق.

    وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة أمل، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية

    السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بحسام في النهاية. وبينما كانت تراجع

    ملفه فوجئت بشيء ما!!

    لقد كتب معلم حسام في الصف الأول الابتدائي ما يلي: “حسام طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة.

    إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق”.

    وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: “حسام تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج

    وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب”.

    أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: “لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول

    الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان

    ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات”.

    بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: “حسام تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من

    الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس”.

    وهنا أدركت السيدة أمل المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها،

    وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة

    وورق براق، ما عدا حسام فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة

    وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من

    بقالة، وقد تألمت السيدة أمل وهي تفتح هدية حسام، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما

    وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع

    فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة أمل عن إعجابها

    الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب

    حسام بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة أمل

    ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !

    وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة أمل في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن حسام

    أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!،

    ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد

    كافة “معلمة فصل”، وقد أولت السيدة أمل اهتماماً خاصاً لحسام، وحينما بدأت التركيز عليه

    بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية،

    أصبح حسام من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.

    وبعد مضي عام وجدت السيدة أمل مذكرة عند بابها للتلميذ حسام ، يقول لها فيها: “إنها أفضل

    معلمة قابلها في حياته”.

    مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة

    الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة

    قابلها طيلة حياته.

    وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: “إن الأشياء أصبحت

    صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى،

    وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن”.

    وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على

    درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب

    معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، الأستاذ الدكتور

    حسام !!

    لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: “إنه

    قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب

    منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة أمل على ذلك”، والعجيب

    في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت،

    والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي

    ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

    واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (الدكتور حسام ) في أذن السيدة أمل قائلاً لها، أشكرك على ثقتك

    فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.

    فردت عليه السيدة أمل والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون

    معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

    حسام حالياً طبيب شهير لديه جناح باسمه لعلاج السرطان في أحد أشهر المستشفيات في العالم.

    إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً ، والعاقل لا

    ينخدع بالقشور عن اللباب ، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون.
    rodeta
    rodeta


    عدد الرسائل : 9
    العمر : 35
    تاريخ التسجيل : 27/10/2010

    أنت من علمني كيف أكون معلمة  Empty رد: أنت من علمني كيف أكون معلمة

    مُساهمة من طرف rodeta الأربعاء نوفمبر 03, 2010 1:35 pm

    قصه مؤثره جدا
    تصف ما وصل اليه طالب نتيجت تقلبات الظروف وأحوال الحياه
    من طالب مجتهد ومنظم ومحبوب الي شخص أخر منطوى علي نفسه غير مهتم بدراسته





    نرى الكثير مثل هذه الحالات في مجتمعنا حيث ان انشغال الاباء عن الابناء
    أو بسبب موت أحد الابوين أو لمشاكل عائليه بينهما نجد الأبناء أقل من غيرهم ممن هم
    يعيشون في جو أسري نموذجي ( وكلمة نموذجي لا نقصد بها المستوى المالي بل الاهتمام النفسي و النظافه و التربيه والتشجيع للأطفال ))
    وعند معالجة هذه الأشياء نجد ان الطفل يخرج ما بداخله من طاقه و مواهب ويبدع فيها
    وهذا ما أوضحته لنا هذه القصه الجميله
    وكذلك بارك الله في من يساعيدون من هم يصنعون الخير في دنياهم ويلاقون به ربهم في آخرتهم
    مثلما فعلت هذه المعلمه العظيمه ,,, وهذا ما يجب ان تمون عليه كل المعلمات



    أختى ,, زهرة المدائن )) إختيار جميل للموضوع
    في إنتضار جديدك دائما

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 10:00 am