يا أيها المغتر بالله .. فر من الله إلى الله ..ولذ به وأسأله من فضله .. فقدنجا من
لاذ بالله ..وقم والليل في جنحه .. فحبذا من قام لله ..وأتل منالوحي ولو آية ..
تكسى بها نوراً من الله ..وعفر الوجه له ساجداً .. فعز وجه الله..
ففروا إلى الله !! ..
إنه يوم الحسرة وما أدراك ما الحسرة ؟!! ..يوم أنذر به وخوف .. وتوعد به
وهدد .. هناك يوم الطامة و الصاخة .. أنسيت يوم الحسرة والأهوال والسكرة
..فلا إله إلا الله إذا طال الوقوف بين يديه ..ولا إله إلا الله يوم يرهن العبد بما
جناه بيديه ..آه من تأوه يومئذ لا ينفع ..ومن عيون صارت كالعيون مما
تدمع ..فيا حسرتاه .. تولى العمر في سهو .. وفيلهو .. وفي خسر ..ويا حسرتي
على ما ضيعت في الأيام من عمري ..ومالي في الذي ضيعت في عمري من عذري ..
هل تفكرت في تلك اللحظة ؟!! ..
يوم يفرالمرء من أخيه .. وأمه وأبيه .. وصاحبته وبنيه .. لكل امرءٍ منهم
يومئذ شأن يغنيه ..يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه .. وصاحبته
وأخيه .. وفصيلته التي تؤويه .. ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه .. يوم لا يغني مولاً
عن مولاً شيئاً إلا من رحمه الله ..فهذا إنذار و إخبار بتخويف وترهيب في يوم الحسرة
حين يقضى الأمر ..يوم يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد .. يسألون عن
أعمالهم .. فمن آمن وأتبع سعدسعادة لا يشقى بعدها أبداً .. ومن تمرد وعصا شقي
شقاءاً لا يسعد بعده أبداً .. وخسر نفسه وأهله .. وتحسر وندم ندامة تتحسر منها
القلوب .. وتتقطع منها الأفئدة أسفاًوندماً ..
مَثّل وقوفك يوم الحشر عرياناً .. مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانــــا .
النار تزفر من غيظ ومن حنق .. على العصاة و تلقى الرب غضبانــا .. إقرأ
كتابك يا عبدي على مهل .. أنظر إليه ترى هل كان ما كانـــــا .. لما قرأت
كتاباً لا يغادرني .. حرفاً وما كان في سراً وإعلانــــــــــــا ..
ففروا إلى الله !! ..
برئت إليك يا رباه من حولي إلى حولك .. برئت إليك يارباه من طولي إلى طولك ..
برئت إليك من حزني .. ومن فرحي .. ومن أسفي .. ومن مرحي .. ومن جهلي ..
ومن علمي .. ومما خطه قلمي ..برئت إليك .. فررت إليك ..وبي شوق وبي غربة ..
وبي توق إلى توبة .. إلى فجر يزيل الهم والكربة .. يفيء الناس تواقين إلى
أفياءه الرحبة ..برئت إليك .. فررت إليك ..يارب لا تخزنا يوم الحساب ولا تجعل
لنارك علينا اليوم سلطاناً ..