مأساة العرب بين أنفاق غزة وأنفاق المسجد الأقصى !
طارق شمالي _ كاتب من غزة
طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً بأنباء تتحدث عن وجود "أنفاق" أسفل المسجد الأقصى المبارك تهدد بانهياره , وذلك بعد أيامٍ قلائل تحدثت فيها وسائل الإعلام أيضاً عن "أنفاق" أخرى موجودة بين قطاع غزة ومصر يحاول بعض العرب والعجم مساعدة الكيان الصهيوني على هدمها وتدميرها .
إذاً نحن الآن أمام قضيتين مهمتين القاسم المشترك بينهما هي "الأنفاق" .
وإذا تحدثنا عن "الأنفاق" التي تقوم بعض الجماعات الصهيونية المتطرفة بحفرها أسفل المسجد الأقصى فهي ليست بالجديدة خاصة في ظل الصمت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي أمام محاولات الجماعات الصهيونية المتواصلة لهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه .
وأما "الأنفاق" التي تحفرها فصائل المقاومة الفلسطينية على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر فهي كذلك لم تكن بالجديدة , فقطاع غزة تلك البقعة الجغرافية الضيقة والمحاصرة صهيونياً من جميع جوانبها كانت دائماً بحاجة إلى تلك "الأنفاق" لإدخال الوسائل القتالية المختلفة للدفاع عن ثرى هذا القطاع الصامد , مع التنويه إلى استخدام هذه "الأنفاق" مؤخراً في إدخال المواد الغذائية خاصة بعد اشتداد وطأة الحصار الصهيوني الظالم .
والآن دعونا نتحدث عن كلا الحالتين ببعض "المقارنات" الهامة :
_أنفاق غزة شرعية مائة بالمائة فالشعب الفلسطيني مازال في حالة تحرر وطني وكل الشرائع السماوية والأعراف الدولية تكفل للشعب استخدام كافة السبل في إدخال السلاح المستخدم في المقاومة وتطويره .
بينما "الأنفاق" التي أسفل المسجد الأقصى فهي غير شرعية على الإطلاق خاصة أنها تهدد بانهيار معلم ديني مقدس عند مئات الملايين من الناس .
_على الرغم من شرعية "أنفاق" غزة إلا أنها تُحارب وتُلاحق ليس صهيونياُ فحسب , بل إنَّ بعض الدول العربية قد أخذت على عاتقها مساعدة الكيان الصهيوني للقضاء على تلك الأنفاق وتدميرها للحيلولة دون عبور السلاح إلى رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة .
في الوقت الذي تقوم فيه حكومة العدو الصهيوني وبعض الحكومات العربية والغربية بغض الطرف عما تقوم به العصابات الصهيونية من حفريات و "أنفاق" غير شرعية أسفل المسجد الأقصى المبارك في محاولة لهدمه وتدميره .
وفي الوقت الذي تتكتم فيه وسائل الإعلام الصهيونية وبعض وسائل الإعلام العربية عمَا يحدث من حفريات و"أنفاق" غير شرعية أسفل المسجد الأقصى , نجد أنَّ تلك الوسائل الإعلامية نفسها تثير ضجة إعلامية كبيرة لتصوير "أنفاق" المقاومة الفلسطينية الشرعية وكأنها تشكل خطراً كبيراً على الشعب الفلسطيني لذلك يجب تدميرها .
نعم تلك هي المأساة ، أنْ تهتم حكومات عربية وزعامات فلسطينية معروفة للجميع بمحاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية الباسلة عبر تصوير "الأنفاق" بأنها مضرة بمصالح الشعب الفلسطيني , وأنَّ الصواريخ عبثية وغير مجدية وأنَّ المقاومة عبارة عن مغامرات غير محسوبة , وأنها جلبت الدمار والخراب للشعب الفلسطيني , في الوقت الذي تتجاهل تلك الحكومات والزعامات الخائنة قضية الشعب الفلسطيني الأولى والثابت الأول من ثوابته وهو يستغيث ليل نهار لوقف حفر "الأنفاق" غير الشرعية أسفله والتي تهدد بنيانه وكيانه .
وأنا بصفتي من سكان هذا القطاع الصامد ومررت كباقي أبناء الشعب بمعاناة استمرت أسابيع كنَا نرى الموت بأعيننا على مدار الساعة فحياتنا جميعاً كانت مهددة بالخطر وبيوتنا معرضة للقصف والدمار في كل لحظة لكنني وبكل صراحة وكباقي أبناء شعبنا الصابر أقول أن ما مررنا فيه من حرب وعدوان ودمار ومجازر كانت أرحم لنا من تلك المأساة التي تحاصرنا اليوم وتهدد وجودنا وتقتلنا في اليوم ألف مرة .
تلك المأساة التي نحن بصددها الآن والتي تتلخص في تبرير العدوان وتبرئة الصهاينة من دمائنا من جهة , وحشد الطاقات العسكرية والسياسية والأمنية والإعلامية عربياَ وصهيونياً وفي صف واحد لمواصلة الحصار والتضييق على أهلنا الصامدين الصابرين في قطاع العزة والإباء .
المأساة التي "يشرعن" من خلالها الإعلام العربي الرسمي مجازر العدو في غزة ويتغافل ويتجاهل حفريات و"أنفاق" صهيونية تهدد المسجد الأقصى .
بينما ينبري هذا الإعلام الخائن للدفاع عن سياسات الصهاينة وبعض الأنظمة المتواطئة معه لتصوير المقاومة الفلسطينية وكأنها السبب الرئيس في المجازر التي حلت بالفلسطينيين .
نعم لقد فشل الصهاينة ومن حالفهم في تحقيق أهداف عدوانهم الغاشم على غزة ولكن وبكل أسف تمكنوا من زرع قيادات ورموز تتستر بالدين أحياناً وبالوطنية أحيانا أخرى تعمل جاهدة على تثبيط الشارع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة وتحريضه للانقلاب على المقاومة لتمرير أي تسوية يتم بموجبها التنازل بكل سهولة عن كل الثوابت والحقوق الفلسطينية .
فإلى متى تستمر تلك المأساة !؟ إلى متى نستمر في الدوران في حلقة مفرغة ؟ فالعمالة والخيانة لم تعد مجرد وجهة نظر كما توقع الشهيد صلاح خلف , بل أصبحت مطلباً "وطنياً" عند بعض قادة المقاطعة ومن يدعمهم من حكام وزعامات العرب والعجم .
وإذا كانت هناك مأساة بعد تلك المأساة فهي الدعوة إلى وحدة وطنية مزعومة مع هؤلاء واعتبارهم قادة عمل وطني !.
طارق شمالي _ كاتب من غزة
طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً بأنباء تتحدث عن وجود "أنفاق" أسفل المسجد الأقصى المبارك تهدد بانهياره , وذلك بعد أيامٍ قلائل تحدثت فيها وسائل الإعلام أيضاً عن "أنفاق" أخرى موجودة بين قطاع غزة ومصر يحاول بعض العرب والعجم مساعدة الكيان الصهيوني على هدمها وتدميرها .
إذاً نحن الآن أمام قضيتين مهمتين القاسم المشترك بينهما هي "الأنفاق" .
وإذا تحدثنا عن "الأنفاق" التي تقوم بعض الجماعات الصهيونية المتطرفة بحفرها أسفل المسجد الأقصى فهي ليست بالجديدة خاصة في ظل الصمت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي أمام محاولات الجماعات الصهيونية المتواصلة لهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه .
وأما "الأنفاق" التي تحفرها فصائل المقاومة الفلسطينية على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر فهي كذلك لم تكن بالجديدة , فقطاع غزة تلك البقعة الجغرافية الضيقة والمحاصرة صهيونياً من جميع جوانبها كانت دائماً بحاجة إلى تلك "الأنفاق" لإدخال الوسائل القتالية المختلفة للدفاع عن ثرى هذا القطاع الصامد , مع التنويه إلى استخدام هذه "الأنفاق" مؤخراً في إدخال المواد الغذائية خاصة بعد اشتداد وطأة الحصار الصهيوني الظالم .
والآن دعونا نتحدث عن كلا الحالتين ببعض "المقارنات" الهامة :
_أنفاق غزة شرعية مائة بالمائة فالشعب الفلسطيني مازال في حالة تحرر وطني وكل الشرائع السماوية والأعراف الدولية تكفل للشعب استخدام كافة السبل في إدخال السلاح المستخدم في المقاومة وتطويره .
بينما "الأنفاق" التي أسفل المسجد الأقصى فهي غير شرعية على الإطلاق خاصة أنها تهدد بانهيار معلم ديني مقدس عند مئات الملايين من الناس .
_على الرغم من شرعية "أنفاق" غزة إلا أنها تُحارب وتُلاحق ليس صهيونياُ فحسب , بل إنَّ بعض الدول العربية قد أخذت على عاتقها مساعدة الكيان الصهيوني للقضاء على تلك الأنفاق وتدميرها للحيلولة دون عبور السلاح إلى رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة .
في الوقت الذي تقوم فيه حكومة العدو الصهيوني وبعض الحكومات العربية والغربية بغض الطرف عما تقوم به العصابات الصهيونية من حفريات و "أنفاق" غير شرعية أسفل المسجد الأقصى المبارك في محاولة لهدمه وتدميره .
وفي الوقت الذي تتكتم فيه وسائل الإعلام الصهيونية وبعض وسائل الإعلام العربية عمَا يحدث من حفريات و"أنفاق" غير شرعية أسفل المسجد الأقصى , نجد أنَّ تلك الوسائل الإعلامية نفسها تثير ضجة إعلامية كبيرة لتصوير "أنفاق" المقاومة الفلسطينية الشرعية وكأنها تشكل خطراً كبيراً على الشعب الفلسطيني لذلك يجب تدميرها .
نعم تلك هي المأساة ، أنْ تهتم حكومات عربية وزعامات فلسطينية معروفة للجميع بمحاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية الباسلة عبر تصوير "الأنفاق" بأنها مضرة بمصالح الشعب الفلسطيني , وأنَّ الصواريخ عبثية وغير مجدية وأنَّ المقاومة عبارة عن مغامرات غير محسوبة , وأنها جلبت الدمار والخراب للشعب الفلسطيني , في الوقت الذي تتجاهل تلك الحكومات والزعامات الخائنة قضية الشعب الفلسطيني الأولى والثابت الأول من ثوابته وهو يستغيث ليل نهار لوقف حفر "الأنفاق" غير الشرعية أسفله والتي تهدد بنيانه وكيانه .
وأنا بصفتي من سكان هذا القطاع الصامد ومررت كباقي أبناء الشعب بمعاناة استمرت أسابيع كنَا نرى الموت بأعيننا على مدار الساعة فحياتنا جميعاً كانت مهددة بالخطر وبيوتنا معرضة للقصف والدمار في كل لحظة لكنني وبكل صراحة وكباقي أبناء شعبنا الصابر أقول أن ما مررنا فيه من حرب وعدوان ودمار ومجازر كانت أرحم لنا من تلك المأساة التي تحاصرنا اليوم وتهدد وجودنا وتقتلنا في اليوم ألف مرة .
تلك المأساة التي نحن بصددها الآن والتي تتلخص في تبرير العدوان وتبرئة الصهاينة من دمائنا من جهة , وحشد الطاقات العسكرية والسياسية والأمنية والإعلامية عربياَ وصهيونياً وفي صف واحد لمواصلة الحصار والتضييق على أهلنا الصامدين الصابرين في قطاع العزة والإباء .
المأساة التي "يشرعن" من خلالها الإعلام العربي الرسمي مجازر العدو في غزة ويتغافل ويتجاهل حفريات و"أنفاق" صهيونية تهدد المسجد الأقصى .
بينما ينبري هذا الإعلام الخائن للدفاع عن سياسات الصهاينة وبعض الأنظمة المتواطئة معه لتصوير المقاومة الفلسطينية وكأنها السبب الرئيس في المجازر التي حلت بالفلسطينيين .
نعم لقد فشل الصهاينة ومن حالفهم في تحقيق أهداف عدوانهم الغاشم على غزة ولكن وبكل أسف تمكنوا من زرع قيادات ورموز تتستر بالدين أحياناً وبالوطنية أحيانا أخرى تعمل جاهدة على تثبيط الشارع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة وتحريضه للانقلاب على المقاومة لتمرير أي تسوية يتم بموجبها التنازل بكل سهولة عن كل الثوابت والحقوق الفلسطينية .
فإلى متى تستمر تلك المأساة !؟ إلى متى نستمر في الدوران في حلقة مفرغة ؟ فالعمالة والخيانة لم تعد مجرد وجهة نظر كما توقع الشهيد صلاح خلف , بل أصبحت مطلباً "وطنياً" عند بعض قادة المقاطعة ومن يدعمهم من حكام وزعامات العرب والعجم .
وإذا كانت هناك مأساة بعد تلك المأساة فهي الدعوة إلى وحدة وطنية مزعومة مع هؤلاء واعتبارهم قادة عمل وطني !.
عدل سابقا من قبل منى غزة في الأحد فبراير 08, 2009 12:01 pm عدل 1 مرات