الرضا يجعل القلبُ سليماً من الغشِ والدغلِ، والغلِ والتسخطِ، والاعتراضِ والتذمرِ، والمللِ والضجرِ والتبرمِ
من رضي عن الله ملأ قلبه نوراً وإيماناً، ويقيناً وحباً وقناعةً ورضىً وغنىً وأمناً، وإنابةً وإخباتاً
أيها الفقير: صبرٌ جميل, فقد سلمتَ من تبعاتِ المالِ, وخدمةِ الثروةِ, وعناءِ الجَمْعِ، ومشقةِ وحراسةِ المالِ وخدمتِه، وطولِ الحسابِ عند اللهِ
يامن فقدَ بصره.. أبشرْ بالجنة ثمناً لبصرِك، واعلمْ أنك عُرِّضْتَ نوراً في قلبِك، وسلمت من رؤيةِ المنكراتِ, ومشاهدةِ المزعجاتِ والملهياتِ
الكلمة الطيبة صدقةٌ لأنها تفتحُ النفسَ، وتسعدُ القلب، وتدملُ الجراح، وتذهبُ الغيظ وتعلنُ السلام
*******
الصلاةُ والسلامُ على المعصومِ تذهبُ الغمومُ، وتزيلُ الهمومُ, وتشافي القلب المكلوم، وتفتحُ العلوم ويحصل بها الفضلُ المقسومُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ارفعوا إلى الله أكفَّكم, قدموا إليه حوائجكم, اسألوه مرادكم, اطلبوه رزقكم, اشكوا عليه حالكم
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ فيزيل كربه وبلواه ويُذْهِبُ ما أضناه, ويعطيه ما تمناه, ويحققُ مبتغاه
تصدق بعَرْضِك على فقراءِ الأخلاقِ, واجعلْهم في حلِّ إن شتموك أو سبوك أو آذوك فعند اللهِ العِوَضُ
إذا خاف رُبَّان السفينة نادى: يااللهُ, إذا ضلَّ الحادي هتف: يااللهُ, إذا اغتم السجين دعى: يااللهُ, إذا ضاق المريضُ صاح: يااللهُ
*******
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.. مع الفقرِ غنى, وبعد المرضِ عافيةٌ, وبعد الحزنِ سرورٌ, وبعد الضيق سَعَةٌ, وبعد الحبسِ انطلاقٌ, وبعد الجوعِ شبعٌ
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً سُيحلُّ القيدُ, وينقطعُ الحبلُ, ويُفتحُ البابُ, وينزل الغيث, ويصلُ الغائبُ, وتصلح الأحوالُ
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ فسوف يبدل الحالْ, وتهدأُ النفسُ, وينشرحُ الصدرُ, ويسهل الأمرُ, وتحل العقدُ, وتنفرجُ الأزمةُ
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ليصلح حالُك, ويشرح بالُك, ويحفظ مالُك, ويرعى عيالُك, ويكرم مآلُك, ويُحقَّقَ آمالُك
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ يكشف عنا الكروب, ويزيلُ عنا الخطوب, يغفرُ لنا الذنوب, يصلح لنا القلوب, يذهبْ عنا العيوبَ
*******
لا تحملْ كلَّ نقدٍ يوجّه إليك على أنه عداوةٌ, بل استفدْ منه بغضِ النظرِ عن مقصدِ صاحبِه فإنك إلى التقويم أحوجُ منك إلى المدحِ
من عَرَفَ الناس استراحَ, فلا يطربْ لمدحهم، ولا يجزعْ من ذمِّهم, لأنهم سريعو الرضا, سريعو الغضبِ, والهوى يُحرِكُهم
لا تظنَّ العاهاتِ تمنعك من بلوغِ الغاياتِ, فكم من فاضلٍ حاز المجدَ وهو أعمى أو أصمَّ أو أشلَّ أو أعرجَ, فالمسألةُ مسألةُ هممٍ لا أجسامٍ
عسى أن يكون منعَه لك سبحانه عطاءً وحجزك عن رغبتِك لطفاً, وتأخرك عن مرادك عنايةً, فإنه أبصرُ بك منك
إذا زارتك شدةٌ فاعلمْ أنها سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تُقْشعُ, ولا يُخِفُك رعدُها، ولا يرهبْك برقُها فربما كانت محملة بالغيثِ
*******
مما يشوش البالَ ويقسي القلبَ مخالطةُ الناسِ وسماعُ كلامهم اللاهي، وطول مجالستهم, وما أحسنَ العزلةِ مع العبادةِ والعلمِ
أشرف السبل سبيلكَ إلى المسجدِ, وآمنُ الطرقِ طريقُك إلى بيتِك, وأصعبُ المواقفِ وقوفك أمام السلطانِ, وأعظمُ الهيئاتِ سجودُك للديانِ
سماعَ القرآنِ بصوتٍ حَسَنٍ, والذكرُ بقلبٍ حاضرٍ, والإنفاقُ من مالٍ حلالٍ, والوعظُ بلسانٍ فصيحٍ موائدُ للنفسِ وبساتينُ للقلبِ
الأخلاق الجميلة والسجايا النبيلة, أجملُ من وسامةِ الوجوهِ، وسوادِ العيونِ، ورقةِ الخدودِ ؛ لأن جمال المعنى أجلُّ من جمالِ الشكلِ
صنائعُ المعروفِ تقي مصارع السوءِ, وجدارُ العقلِ يمنعُ من مزالقِ الهوى, ومطارقُ التجاربِ أنفعُ من ألفِ واعظٍ
*******
-د.عـائض القـرني-
من رضي عن الله ملأ قلبه نوراً وإيماناً، ويقيناً وحباً وقناعةً ورضىً وغنىً وأمناً، وإنابةً وإخباتاً
أيها الفقير: صبرٌ جميل, فقد سلمتَ من تبعاتِ المالِ, وخدمةِ الثروةِ, وعناءِ الجَمْعِ، ومشقةِ وحراسةِ المالِ وخدمتِه، وطولِ الحسابِ عند اللهِ
يامن فقدَ بصره.. أبشرْ بالجنة ثمناً لبصرِك، واعلمْ أنك عُرِّضْتَ نوراً في قلبِك، وسلمت من رؤيةِ المنكراتِ, ومشاهدةِ المزعجاتِ والملهياتِ
الكلمة الطيبة صدقةٌ لأنها تفتحُ النفسَ، وتسعدُ القلب، وتدملُ الجراح، وتذهبُ الغيظ وتعلنُ السلام
*******
الصلاةُ والسلامُ على المعصومِ تذهبُ الغمومُ، وتزيلُ الهمومُ, وتشافي القلب المكلوم، وتفتحُ العلوم ويحصل بها الفضلُ المقسومُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ارفعوا إلى الله أكفَّكم, قدموا إليه حوائجكم, اسألوه مرادكم, اطلبوه رزقكم, اشكوا عليه حالكم
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ فيزيل كربه وبلواه ويُذْهِبُ ما أضناه, ويعطيه ما تمناه, ويحققُ مبتغاه
تصدق بعَرْضِك على فقراءِ الأخلاقِ, واجعلْهم في حلِّ إن شتموك أو سبوك أو آذوك فعند اللهِ العِوَضُ
إذا خاف رُبَّان السفينة نادى: يااللهُ, إذا ضلَّ الحادي هتف: يااللهُ, إذا اغتم السجين دعى: يااللهُ, إذا ضاق المريضُ صاح: يااللهُ
*******
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.. مع الفقرِ غنى, وبعد المرضِ عافيةٌ, وبعد الحزنِ سرورٌ, وبعد الضيق سَعَةٌ, وبعد الحبسِ انطلاقٌ, وبعد الجوعِ شبعٌ
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً سُيحلُّ القيدُ, وينقطعُ الحبلُ, ويُفتحُ البابُ, وينزل الغيث, ويصلُ الغائبُ, وتصلح الأحوالُ
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ فسوف يبدل الحالْ, وتهدأُ النفسُ, وينشرحُ الصدرُ, ويسهل الأمرُ, وتحل العقدُ, وتنفرجُ الأزمةُ
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ليصلح حالُك, ويشرح بالُك, ويحفظ مالُك, ويرعى عيالُك, ويكرم مآلُك, ويُحقَّقَ آمالُك
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ يكشف عنا الكروب, ويزيلُ عنا الخطوب, يغفرُ لنا الذنوب, يصلح لنا القلوب, يذهبْ عنا العيوبَ
*******
لا تحملْ كلَّ نقدٍ يوجّه إليك على أنه عداوةٌ, بل استفدْ منه بغضِ النظرِ عن مقصدِ صاحبِه فإنك إلى التقويم أحوجُ منك إلى المدحِ
من عَرَفَ الناس استراحَ, فلا يطربْ لمدحهم، ولا يجزعْ من ذمِّهم, لأنهم سريعو الرضا, سريعو الغضبِ, والهوى يُحرِكُهم
لا تظنَّ العاهاتِ تمنعك من بلوغِ الغاياتِ, فكم من فاضلٍ حاز المجدَ وهو أعمى أو أصمَّ أو أشلَّ أو أعرجَ, فالمسألةُ مسألةُ هممٍ لا أجسامٍ
عسى أن يكون منعَه لك سبحانه عطاءً وحجزك عن رغبتِك لطفاً, وتأخرك عن مرادك عنايةً, فإنه أبصرُ بك منك
إذا زارتك شدةٌ فاعلمْ أنها سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تُقْشعُ, ولا يُخِفُك رعدُها، ولا يرهبْك برقُها فربما كانت محملة بالغيثِ
*******
مما يشوش البالَ ويقسي القلبَ مخالطةُ الناسِ وسماعُ كلامهم اللاهي، وطول مجالستهم, وما أحسنَ العزلةِ مع العبادةِ والعلمِ
أشرف السبل سبيلكَ إلى المسجدِ, وآمنُ الطرقِ طريقُك إلى بيتِك, وأصعبُ المواقفِ وقوفك أمام السلطانِ, وأعظمُ الهيئاتِ سجودُك للديانِ
سماعَ القرآنِ بصوتٍ حَسَنٍ, والذكرُ بقلبٍ حاضرٍ, والإنفاقُ من مالٍ حلالٍ, والوعظُ بلسانٍ فصيحٍ موائدُ للنفسِ وبساتينُ للقلبِ
الأخلاق الجميلة والسجايا النبيلة, أجملُ من وسامةِ الوجوهِ، وسوادِ العيونِ، ورقةِ الخدودِ ؛ لأن جمال المعنى أجلُّ من جمالِ الشكلِ
صنائعُ المعروفِ تقي مصارع السوءِ, وجدارُ العقلِ يمنعُ من مزالقِ الهوى, ومطارقُ التجاربِ أنفعُ من ألفِ واعظٍ
*******
-د.عـائض القـرني-