الشيخ عبد الحميد العبار
رحمه الله
اسم جرى عشرين سنة على كل لسان، وكان معروفا على الدوام بالفخر والتمجيد.
غزت إيطاليا البلاد ولم يفارق بعد سنى شابه الأولى، فمسك السلاح ولم يبرح يده إلا بعد شنق عمر المختار بأربعة شهور سنة 1911م/1932م، وكانت إيطاليا تسميه شيخ القبيلة الشاب وكانت تنشر الإعلانات وتمنى بدفع مئات الآلاف النقدية لمن يأتى به أو براسه ذبيحا.
وهو من أشهر أغنياء برقة وأجودهم. زاره السيد أحمد الشريف السنوسى ومعه مائة مجاهد، فاستضافهم ستين ليلة، ماحاولوا السفر الإ غلظ الأيمان ببقائهم. ثم خرجت إيطاليا بجيوشها لإخضاعه، فحمل متاعه على مائة ناقة، وقاتل من أجلها من الشروق إلى الغروب،ثم انفلقت بطن حصانه ففاز ببندقيته ورأسه. ومكث يقاتل مع عمر المختار، وكان من أقرب المقربين إليه، إلى أن استشهد هذا وأخذت إيطاليا كل القبائل الغربية من مواقع المجاهدين والمستسلمة لها إلى معتقل العقيلة وأقامت الأسلاك الشائكة على حدود مصر- برقة، ومنعت المؤن عن المجاهدين، فغادر العبار ومعه64رجلا معاقلهم ببرقة، قاصدين حدود مصر وبقوا 12 يوما بدون طعام ولاشراب سوى أرنب ساقها لهم القدر فاصطادوها، ثم قاتلوا جند الحدود وتعدوا الأسلاك بمهارة حارت فيها قيادة الإيطاليين. واستقبلهم المصريون بحفاوة وأطعموا العبار أياما طويلة بالسمن ليسهل عليه أكل الطعام الذى حرم منه مدة، وكان يتستر بخرق بالية من خيش الخيم، وهو الذى كان أغنى رجل فى برقة ومن أشهر أجاويدها. لكنه لم يندم، فقد دفع ذلك فى سبيل وطنه، وقد تنعم بحسن العافية، وقد ساهم فى تشكيل الجيش السنوسى بمصر،وعاش فى ظل المملكة الليبية عيشة راضية.
يتبع فيما بعد بإذن الله
.
.